كيفية دهان الخشب

Share

استطاع الإنسان بذكائه الاستفادة من الطبيعة ونقل الألوان إلى بيته وما حوله من خلال اختراعه للطلاء بمختلف أنواعه وأشكاله، فكلّ شيءٍ من حولنا يمكن طلاؤه لنقل الشعور الذي نحسه لدى تأملنا للطبيعة إلى بيوتنا وما حولنا. لكن لا يقتصر الهدف من الدهان على إعطاء اللّون الجماليّ، فالدهان اليوم وسيلةٌ لحماية الأسطح ووقايتها من العوامل الخارجيّة التي تؤدّي إلى تلف الأسطح وتآكلها مع الوقت، ووسيلةٌ لإعطاء الأسطح نعومةً في الملمس أو خشونةً حسب الرغبة.

وعمليّة الطلاء تعتبر فنّاً له قواعده وأسسه للحصول على الفوائد جميعها، وسوف يتمّ تخصيص هذا المقال لشرح طرق دهان الموادّ المصنّعة من الخشب بالتفصيل.

 

خطوات دهان الخشب:

1- تحضير السطح:

 
تهدف إلى تجهيز السطح المراد طلاءه ليكون جاهزاً لاستقبال الدهان، هذه الخطوة مهمّةٌ جدّاً ونجاحها يعتمد على نجاح الدهان بالكامل، لذا يجب إعطاؤها اهتماماً كبيراً ووقتاً كافياً ليتمّ إنجازها، ومن الخطوات التحضيريّة:

- في حال كانت قطعة الخشب جديدةً ولم تُدهن من قبل:

  • يتمّ تنظيف السطح من أيّ غبارٍ أو نشارة خشب عالقةٍ على سطحه بمسحة بمنديلٍ ناعم.
  • ​ يتمّ إزالة الصمغ من داخلها بحرقها بالنار. ثمّ يدهن السطح بزيتٍ حارٍ مع كيروسين،
  • ​ويتم إضافة لونٍ في هذه المرحلة فقط بهدف التأكد من أنه تم تغطية السطح كاملاً بالزيت.حيث أن كلاً من الزيت والكيروسين شفافين.
  • ​بعدها يُترك السطح ليجفّ لمدّة ساعتين ويكون جاهزاً للدهان. في حال كانت قطعة الخشب قديمةً، وتمّ دهانها سابقاً ونرغب بتغيير اللّون أو تجديده.​ ينظّف السطح من مختلف أشكال البقع والأوساخ، من خلال غسله بالماء جيّداً. وإذا احتوى على بقايا دهانٍ سابقٍ يجب كشط هذا الدهان بإحدى الطرق التالية : في حال كان الدهان السابق زيتيّاً، تُستخدم النار لتقشير الطبقة، ثمّ يتمّ نزع الطبقة بالمجحاف، ويُراعى عند استخدام النار عدم تسليطها فترةً طويلةً حتّى لا يحترق الخشب، وأمّا عند استخدام المجحاف يرُاعي عدم الضرب بقوةٍ حتّى لا نخدش السطح فتنتج مشكلةٌ جديدةٌ. ويمكن استخدام مادةٍ كيماويّةٍ وهي فوسفات الصوديوم الثلاثيّ، وبعد استخدامها يُشطف السطح بالماء، هنا لا يهمّ إن بقي بعض الأثر للدهان على القطعة، حيث سيتمّ معالجتها لاحقاً باستخدام ورق الصنفرة (ورق الزجاج). إذا كان الدهان القديم لاتكس يتمّ إزالته بضربه بالمجحاف حتّى يسقط، وأيضاً إذا بقي بعض الآثار والبقع من الدهان لا يهمّ، لأنّه سيتم صنفرة السطح لاحقاً.
  • ​ إذا احتوى السطح على نتوءاتٍ أو تشقّقاتٍ أو خدوشٍ يجب معالجتها حتّى لا تعطي منظراً غير مقبولٍ بعد الدهان، وتكون المعالجة بإضافة معجون خشبٍ باستخدام المجحاف، ويتمّ إضافة كميّةٍ أكثر من اللازم في هذه المرحلة حيث سيتمّ صنفرة السطح لاحقاً. يُترك السطح حتّى يجفّ تماماً.
  • ​ وبعدها تتمّ عمليّة الصنفرة لتنعيم السطح، والصنفرة للسطح تتمّ باستخدام ورق حفٍّ أو بقرص حفّ، يبدأ بالورق الخشن وينهى بالورق الناعم، للحصول على سطحٍ أملسٍ حسب الرغبة، أيضاً يتمّ البدء بحفّ المناطق التي ترك بها أثر معجون أكثر، للحصول على نتيجةٍ أفصل وتناسقٍ في نعومة كامل السطح المطلوب، وفي هذه المرحلة يتمّ التأكد من إزالة نقاط الدهان التي تعذّر إزالتها في المراحل السابقة، وتتمّ العملية باتجاه خطوط الخشب وليس عكسها حتّى يصبح السطح أكثر نعومة، وتجدر الإشارة إلى أنّ قرص الحفّ يعطي نتائج أفضل وأسرع. يغطّى أيّ جزء لا يُرغب بدهانه باستخدام لاصقٍ ورقي، مثلاً في حال الرغبة بأن يكون الدهان بعدّة ألوان.

     

2- دهان الأساس للسطح

دهان الأساس ضروريٌّ لعمل تناسق في السطح وإعطاء لون جميل عند الدهان النهائيّ، ويفضّل تغطية السطح بعدّة طبقاتٍ لإعطاء نتائج نهائيّةٍ أفضل.يُستخدم اللون الأبيض عند الرغبة بأن يكون الدهان النهائيّ فاتحاً، واللّون الرماديّ في حال الرغبة بأن يكون الدهان النهائيّ غامقاً.

يتم صنفرة السطح مرة أخرى في حال برزت بعض النتوء أو العيوب بعد عمل دهان الأساس في مكان البقع، وإعطاء وجه دهان أساسي أخير. دهان الأساس نوعين هما:

1- دهانٌ أساسه الزيت.

2- دهان أساسه الماء أو اللاتكس.

 قديماً كان دهان الأساس الزيتيّ الوحيد المستخدم، لأنّه يلتصق بالخشب بشكلٍ ممتازٍ، لكن عيبه تعرّضه للتشقّق. أمّا دهان اللاتكس الذي ينحل بالماء، أصبح اليوم أكثر استخداماً في أنواع الخشب المعرّضة للعوامل الخارجيّة مباشرةً.

تجدر الإشارة أن لا فرق بين استخدام الفرشاة للدهان أو عمليّة الرشّ، فكل منهما له مميزاته من حيث التغطية، والسرعة، والحاجة إلى عدد طبقات.

3- دهان السطح النهائيّ:

دهان السطح النهائيّ يوجد نوعين من الدهان: دهان زيتيّ ودهان اللاتكس. الدهان الزيتيّ هنا يختلف عن المستخدم في مرحلة الأساس، حيث تزيد نسبة أكسيد الزنك في تركيبه، أمّا دهان الأساس تزيد نسبة زيت بذر الكتان في تركيبة، وهنا أضع لكم مقارنةٌ بين الدهان الزيتيّ والدهان المائيّ:

الدهان الزيتيّ:

- العمر الافتراضي: يبقى عمراً أطول على القطع.

-يناسب المناطق التي تتعرّض إلى معدل استهلاكٍ عالٍ: أكثر مقاومة، وسهل التنظيف.

-سرعة الجفاف: بطيءٌ، وهذه يعطيه ميزةً، إخفاء عيوب ضربات الفرشاة على سطحه، لأنّ بطء عمليّة الجفاف يساعد على توزع الدهان بشكلٍ أفضل.

- رائحته: قويةٌ.

الدهان المائيّ:

- العمر الافتراضي: العمر الافتراضي له أقل على القطع.

-يناسب المناطق التي تتعرّض إلى معدل استهلاكٍ عالٍ: أقل مقاومة، والرطوبة تؤثّر به.

-سرعة الجفاف: سريعةٌ، وهذا يعمل على إظهار عيوب ضربات الفرشاة، وللتغلّب عليها يمكن إضافة موادّ معيّنة لإبطاء عمليّة جفافه وبالتالي إخفاء العيوب.

- رائحته: خفيفةٌ.

بعد اختيار اللّون المرغوب الدهان به والفرشاة المناسبة تُغمس الفرشاة بالدهان فقط لمسافة ¾ طول الشعيرات وليس على طولها كاملاً.(فرشاة الشعر الطبيعيّ تناسب الدهان الزيتيّ، أمّا فرشاة الشعر الاصطناعيّ تناسب دهان اللاتكس). بعد ذلك يبدأ الدهان بحركةٍ منتظمةٍ على السطح من أعلى إلى أسفل باتجاهٍ واحدٍ، وتكرّر الخطوة حتّى يتمّ تغطية السطح بالكامل. ستظهر بعض ضربات الدهان أو نقاط دهانٍ على شكل قطراتٍ على السطح، يتمّ مسحها وتوزيعها باستخدام فرشاةٍ نظيفة. يترك السطح حتى يجف تماماً، وتعاد خطوات الدهان مرةً ثانيةً وثالثةً للحصول على نتائج أفضل.

يتم المرور بورق زجاج ناعمٍ على السطح لإخفاء عيوب الدهان عند الحاجة وبطريقةٍ ناعمة، وبعدها يغطى السطح بطبقة دهانٍ أخيرة.



4-دهان لسطح بطبقة الحماية والعزل

الهدف من هذه المرحلة حماية الدهان وإضافة طبقةٍ لامعةٍ أو طبقةٍ عازلةٍ تحمي الخشب من العوامل الجوّية، وتحافظ على الدهان لفترة ٍأطول. في وقتنا الحاليّ الكثير من أنواع الدهان تقوم بهذه المهمّة، لكن يمكن إضافة هذه الطبقة لإعطاء نتائج أفضل.

يجب مراعاة أنّ كثير من أنواع الدهان المائيّ لا تقبل بهذه الطبقة، وعمل مثل هذا النوع من الطبقات يعني إتلاف الدهان والحاجة إلى إعادة الخطوات من البداية. الملمع هو مادة بولي يوريثان، يتم إضافة طبقتين أو ثلاثة طبقاتٍ منه على السطح. يتمّ حفّ القطعة بلطف بورق الزجاج الناعم في حال الحاجة بعد جفاف الطبقة والتغطية بطبقةٍ واحدةٍ جديدة.

Share